الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبعد البحث لم نجد للقصة المنسوبة لسهيل بن عمرو -رضي الله عنه- مع قاطع الطريق إسنادًا تروى به؛ لا صحيحًا، ولا ضعيفًا، ولا موضوعًا! والظاهر أنها مختلقة من وضع القُصاص.
والمعنى الحسن في القصة أنَّ الإنسان إذا كان مبتلى بمعاص، ما تزال نفسه تغلبه عليها، فالواجب عليه أن يزاحمها بما تيسر من الطاعات؛ عسى الله أن يعينه على نفسه، ويوفقه للتوبة منها، فمن مكايد الشيطان أن يصد الإنسان عن الخير، ويسول له أنه لا جدوى من الطاعة طالما أن عنده ذنوبًا ومعاصي.
والمقصود أن يواصل العبد السير إلى الله تعالى ولو مع عرج! ولو حبوًا! وقد روى الإمام أحمد في (مسنده) عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن فلانًا يصلي بالليل، فإذا أصبح سرق، قال: إنه سينهاه ما تقول!. وانظر الفتويين: 31303، 162863.
والله أعلم.