الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكان من الأفضل في حق زميلك أن يدفع غضبه ويكظم غيظه ويعفو عن تلك المرأة، وإن كانت معتدية عليه وعلى أسرته، لما ثبت من الترغيب في كظم الغيظ والعفو عن كل من تصدر منه إساءة إلى الشخص.
فقد قال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران:133-134) ، وقال صلى الله عليه وسلم: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. رواه مسلم وغيره.
كما قال صلى الله عليه وسلم: من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء. رواه أبو داوود وابن ماجه وغيرهما، وحسنه الشيخ الألباني.
كما كان ينبغي له أيضاً أن يلتمس العفو والصفح من تلك المرأة بعد ما صدر منه اتجاهها من صفع وغيره.
وعلى كل حال فليس على زميلك المذكور إلا التوبة والاستغفار، وحجه صحيح إن شاء الله تعالى، لكن ينبغي أن يعلم أن المعصية في الحرم تغلظ عقوبتها كما في الفتوى رقم: 12665، فليحذر من تكرار ذلك، ثم ينبغي لك نصحه وحثه على الاتصاف بالحلم ودفع الغضب والتغلب عليه، ففي صحيح البخاري وغيره عن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: لا تغضب، فردد ذلك مراراً قال: لا تغضب.
والله أعلم.