هل عصارة المعدة طاهرة في مذهب المالكية؟

24-4-2025 | إسلام ويب

السؤال:
في مذهب السادة المالكية: هل تُعدّ إفرازات المعدة -كالعصارة، والحمض، والإنزيمات- في أصلها طاهرة أم نجسة؟ وهل تصبح نجسة عند اختلاطها بالطعام أو الشراب؟
وقد جاء في قول المالكية: "فإذا تغيّر بحموضة أو نحوها، فهو نجِس." فهل المقصود بـ"الحموضة" هنا حمض المعدة تحديدًا؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر من كلام المالكية أن المعدة في حدّ ذاتها طاهرة، فإذا خرج منها شيء من الطعام -مثلاً- على حاله غير متغير فهو طاهر، أمّا ما خرج متغيرًا كعصارة المعدة، أو حموضة مثلاً، فإنه يعتبر نجسًا، ولو لم يخالطه طعام، أو شراب، بل الاختلاط بالطعام أو الشراب لا ينجس، إنما سبب التنجس هو تغير ذات الخارج عن حالته الطبيعية.

قال الخرشي في شرحه لمختصر خليل المالكي: لأن المعدة عندنا طاهرة لعلة الحياة، لا يقال مقتضى هذه العلة طهارة القيء المتغير عن الطعام؛ لأنا نقول إنما يكون الخارج من المعدة طاهرًا، حيث خرج بحاله. اهـ.

وقال الدرير المالكي في الشرح الصغير: لأن المعدة عندنا طاهرة، فما خرج منها طاهر، ما لم يستحل إلى فساد كالقيء المتغير. اهـ.

وبخصوص قولك: (فَإِذَا تَغَيَّرَ بِحُمُوضَةٍ أَوْ نَحْوِهَا فَهُوَ نَجِسٌ) هذا الكلام وارد في شأن القيء، وهو الطعام الخارج من المعدة بعد استقراره فيها، وهو طاهر ما لم يتغير عن حالة الطعام.

والظاهر أن المقصود بالحموضة هي فضلات المعدة، وما بداخلها.

قال الحطاب المالكي في مواهب الجليل: والقلس هو دفعة من الماء تقذفه المعدة، أو يقذفه ريح من فم المعدة، وقد يكون معه طعام وهو على ضربين: منه ما يكون متغيرا على حسب ما يستحيل إليه وما يخالطه من فضلات المعدة فهو نجس، ومنه ما يكون على وجه لا يتغير أو يتغير بطعم الماء فلا يجد صاحبه زيادة على طعم أكله فهو طاهر. اهـ.

وقال أيضًا أثناء الحديث عن أقسام القيء: وما تغير عن هيئة الطعام ولم يقارب أحد أوصاف العذرة قال ابن فرحون بأن يستحيل عن هيئة الطعام ويستعد للهضم، وقال البساطي بأن تظهر فيه حموضة، فإذا كان كذلك فهو نجس على المشهور. اهـ 

والخلاصة؛ أن (عصارة) المعدة، ولعلها ما يسمى (صفراء)، طاهرة، ومثلها ما يخرج من المعدة من طعام ونحوه غير متغير؛ لأن المعدة طاهرة، فما يخرج منها طاهر ما لم يتغير عن حالته، وإن لم يشبه العذرة، وبعضهم يشترط لنجاسته أن يتغير إلى أحد أوصاف العذرة. 

والله أعلم.

www.islamweb.net