الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب نريد أن ننبه إلى أمر مهم ألا وهو الميزان الذي يزن به المسلم هذه الدنيا، فكم من الناس حسبوا أن هذه الدنيا دار القرار وأنها كل شيء، ولذا فهم يتنافسون فيها على قضاء شهواتهم والاستمتاع بما فيها من المتاع الزائل الزائف، ولو أدى بهم ذلك إلى انتهاك المحرمات وغضب الله تعالى دون أدنى روية أو تفكير، بل يسيرون في هذه الدنيا سيرة البهائم فهم كما قال الله تعالى: يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ(محمد: من الآية12).
أما العقلاء فوزنوا هذه الدنيا بالميزان الصحيح الذي قرره خالق الدنيا والآخرة، وعلموا أن هذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة وأنها دار ممر يمر منها الإنسان إلى الآخرة ليجد عند ذلك ما قدم من عمل، ولذا تجد هذا الصنف من الناس لا يقيمون للدنيا قيمة، فلا يبالون ولا يهتمون لو فاتتهم لذات الدنيا كلها إن كانوا قد حصلوا على لذة القرب من الله، بل يزهدون في متاع الدنيا إن كان فيه أدنى شبهة.
ولذا فعليك أيتها الأخت أن تتقي الله تعالى وأن تراقبيه في أفعالك، واعلمي أن ما قمت به من الأفعال يجب عليك التوبة منه قبل أن تفارقي الدنيا للوقوف بين يدي ربك تعالى فتندمين حيث لا ينفع الندم، وراجعي لزاما الفتوى رقم: 26714.
وأما بشأن حال ابن عمك وعجزه عن المعاشرة فمن حقك شرعاً أن ترفعي أمرك للقاضي، وليس لهم أن يمنعوك من ذلك، فإذا أرادوا إقناع ابن عمك بالتطليق دون رفع ذلك للقضاء فلا بأس، ولمعرفة بعض أحكام العجز عن الجماع الذي يعرف عند الفقهاء بالعِنَّة يمكنك مراجعة الفتوى رقم: 48190.
ونذكرك ثانية بأنه يجب عليك أن تقطعي كل علاقة لا يرضاها الله تعالى.
والله أعلم.