الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا نشكرك على حرصك على طاعة الله سبحانه وتعالى، وحزنك على فوات بعض الطاعات في الوقت الذي يحزن فيه الناس على الدنيا وما يفوتهم فيها من متاعها الفاني. ولتعلمي أن ما أنت فيه من مظاهر ضعف الإيمان ونقصانه، وإن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فقد تكونين أذنبت ذنباً أو أحدثت بدعة فابتلاك الله بما أنت فيه، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (الشورى:30)، فالله يعاقب عبده العاصي بعقوبات قدرية كعدم المسارعة إلى فعل الطاعات أو الزهد في أدائها وتركها بالكلية، وكعدم الرغبة في صحبة الصالحين، أو يعاقبه فيحرمه لذة قراءة القرآن، أو يحرمه صياماً كان يصومه، أو يذهب من قلبه الشوق إلى السحر ليقوم لله فيه، قال رجل لبعض السلف: إني لا أستطيع قيام الليل، فقال له: قيدتك ذنوبك.
وعلى ذلك فالواجب عليك التوبة إلى الله من ذنوبك، وإن من أقبح الذنوب التي تورث قسوة القلب: عقوق الوالدين وأكل الحرام ومجالسة فاعلي المنكرات دون إنكار عليهم، وكذلك النظر الحرام والاستماع إلى الموسيقى والغناء ونحو ذلك، فتوبي إلى الله من جميع الذنوب، قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(النور: من الآية31)، فالمعاصي خطرها وبيل، ومن شؤمها أنها يجر بعضها بعضاً وكذلك من شؤمها الإدمان عليها حتى يطبع الله على قلب صاحبها ثم لا يبالي به في أي واد هلك.
ولمعرفة شروط التوبة النصوح راجعي الفتوى رقم: 1909.
وأكثري من الاستغفار وكذلك تضرعي إلى الله أن يقبلك ويقيل عثرتك ويشرح صدرك واقرئي الفتوى رقم: 3830، فإن فيها ما يرغبك في أداء الصلاة ويرهبك من تركها.
والفتوى رقم: 29628 وما يلحق بها من الفتاوى فإن فيها نصائح وإرشادات نافعة جداً.
والله أعلم.