الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله سبحانه وتعالى قد جعل في كتابه الكريم شفاء للمؤمنين، قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا [الإسراء:82]، وقال تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء [فصلت:44].
والمعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ على المرضى، وقد فعل الصحابة ذلك، وربما كان مع القراءة نفث بالريق، وجاء عن بعض السلف قراءة الآيات على إناء فيه ماء ثم يصب الماء على المريض كما ذكر السيوطي قال: أخرج ابن أبي حاتم عن ليث قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر.. تقرأ على إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور. الآية 81 من سورة يونس إلى قوله المجرمون، والآية 118 من سورة الأعراف، فوقع الحق إلى أربع آيات والآية 69 من سورة طه. انتهى.
وقال ابن القيم: وهو رأي جماعة من السلف أن تكتب له الآيات من القرآن ثم يشربها. انتهى.
وقال السيوطي: قال النووي في شرح المهذب: لو كتب القرآن في إناء ثم غسله وسقاه المريض، فقال الحسن البصري وأبو قلابة والأوزاعي: لا بأس به، وكرهه النخعي. انتهى.
أما تغير الماء أثناء الغسله الثانية فإذا لم يكن بسبب وسخ على جسد المغتسل فإنه أمر غير عادي، ويرجع في ذلك إلى المختصين من أهل الثقة والدين الذين لهن خبرة في هذا المجال، فقد يكون عندهم جواب عن سبب ذلك. وعلى كل حال.. فإن ذلك لا ينبغي أن يمنع من متابعة استعمال الرقية الشرعية.
والله أعلم.