الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعلته السائلة إنما فعلته خطأً، ولم تفعله تعمداً للظلم أو المشاركة فيه، بل كانت تعتقد أنها تفعل خيرًا، وتعين من تراه محتاجا للإعانة! وإذا كان الأمر كذلك، فالخطأ معفو عنه، ولا يؤاخذ الله به، كما قال سبحانه: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَانَا [البقرة: 286]، وقال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الأحزاب: 5]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
وما دام الأمر قد فات، ومرت عليه ثمان سنوات، فلا نرى أن السائلة يلزمها شيء بعد ندمها واستغفارها.
والله أعلم.