حكم التسمية بـ: رابح

5-5-2025 | إسلام ويب

السؤال:
أود معرفة حكم التسمية باسم رابح.
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الاسم (رابح) قد يؤدي إلى التطير عند نفي وجوده، وذلك أنه قد يقال: هل هنا رابح أو أعندك رابح؟ فيقال: لا، فحينئذ قد يؤدي إلى التشاؤم، وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. ولا تسمين غلامك يسارًا، ولا رباحًا، ولا نجيحًا، ولا أفلح، فإنك تقول: ‌أثم ‌هو؟ فلا يكون. فيقول: لا

قال النووي في شرح مسلمليس فيه منع القياس على الأربع، وأن يلحق بها ما في معناها.
قال أصحابنا: يكره التسمية بهذه الأسماء المذكورة في الحديث وما في معناها، ولا تختص الكراهة بها وحدها، وهي كراهة تنزيه لا تحريم، والعلة في الكراهة ما بينه صلى الله عليه وسلم في قوله: فإنك تقول: أثم هو؟ فيقول: لا. فكره لبشاعة الجواب، وربما أوقع بعض الناس في شيء من الطيرة
. اهـ

وقال ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد: فإن هذه الأسماء لما كانت قد توجب تطيراً تكرهه النفوس، ويصدها عما هي بصدده، كما إذا قلت لرجل: أعندك يسار، أو رباح، أو أفلح؟ قال: لا، تطيرت أنت وهو من ذلك، وقد تقع الطيرة لا سيما على المتطيرين، فَقلَّ من تطير إلا ووقعت به طيرته، وأصابه طائره...، اقتضت حكمة الشارع، الرؤوف بأمته، الرحيم بهم، أن يمنعهم من أسباب توجب لهم سماع المكروه أو وقوعه، وأن يعدل عنها إلى أسماء تحصل المقصود من غير مفسدة، هذا أولى، مع ما ينضاف إلى ذلك من تعليق ضد الاسم عليه، بأن يسمى يساراً من هو من أعسر الناس، ونجيحاً من لا نجاح عنده، ورباحاً من هو من الخاسرين، فيكون قد وقع في الكذب عليه، وعلى الله. اهـ. 

وعليه؛ فالأولى عدم التسمية بالاسم المذكور، ويستحسن التسمية بالأسماء ذات المعاني الحسنة التي لا تحتمل معنى منهيًا عنه، فإن للأسماء تأثيرًا على المسميات، وراجع للفائدة الفتويين: 469249، 122541.

والله أعلم.

www.islamweb.net