الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتربية الأولاد على الأسس الإسلامية والآداب الشرعية واجب أناطه الله بالآباء. قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }(التحريم: 6)
وبر الوالدين والإحسان اليهما واجب على الأبناء في كل زمان، قال الله تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}(الإسراء: 23)
ويتأكد هذا الواجب إذا كبر الوالدان أو أحدهما. روى مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف، قيل من يا رسول الله ؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة. وعلى هذا.. فالواجب عليكما أن تعودا إلى بلدكما أو غيره من البلدان حيث تتمكنان فيه من تربية الأولاد تربية إسلامية، مع القيام بحقوق الوالدين، ولا يجوز للزوجة نزع الحجاب كفيما كان الأمر إلا أن تجبر على ذلك ولم تمكن الإقامة في بلد آخر يقبل لها الحجاب، وتتمكن فيه هي وزوجها من القيام بواجبات بنيهما، فيباح لها ذلك من باب ارتكاب أخف الضررين اتقاء لأشدهما، وعليها حينئذ أن تقر في بيتها ولا تتعرض لأماكن تواجد الرجال، وأن تصون نفسها ما استطاعت، ومتى زال الإكراه، وجب عليها المبادرة إلى الحجاب.