الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكما أشار السائل الكريم لا ينبغي للمسلم أن يزكي نفسه ويمدحها، فقد نهى الله عز وجل عن ذلك فقال تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} (لنجم: 32)
وكان الصحابة والسلف الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ يبتعدون عن ذكر مآثرهم ـ وهي كثيرة ـ وعن تزكية نفوسهم وهم الذين زكاهم الله تعالى ورضي عنهم.
ولكن الشخص إذا حلف أنه متحل بالصفات المذكورة حسب اعتقاده وفيما يزعم فإنه لا كفارة عليه ولا إثم إلا من باب تزكية النفس؛ لأن هذا من لغو اليمين الذي قال الله تعالى فيه: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}(البقرة:225)
فقد فسر مالك لغو اليمين بأنه حلف المرء على ما يعتقده فيظهر خلافه، وراجع الجواب : 11070
وأما إن كان حلفه على أنه متصف بالصفات المذكورة كذبا وهو يعلم أنه عار عنها، فإن هذا من اليمين الغموس المحرم الذي يغمس صاحبه في الإثم أو في النار، وهو من كبائر الذنوب والعياذ بالله تعالى
فقد عد النبي صلى الله عليه وسلم اليمين الغموس من الكبائر مع الاشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس؛ كما في البخاري وغيره
ولهذا فهي أعظم من أن تكفرها كفارة اليمين فلا تكفر إلا بالتوبة النصوح هذا مذهب الجمهور، ويرى الشافعية أنها تلزم فيها كفارة اليمين.
وينبغي للمسلم أن يتواضع لله تعالى ويقدره حق قدره ويعرف قدر نفسه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" وما تواضع أحد لله إلا رفعه" رواه مسلم وغيره.