الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على حديث باللفظ الذي ذكرته، لكن وردت بعض الأحاديث في فضل زيارة قبر الوالدين، وهذه الأحاديث إمّا محكوم عليها بالوضع، أو الضعف، ومن تلك الأحاديث حديث: من زار قبر والديه أو أحدهما يوم الجمعة، فقرأ عنده {يس} غفر له. قال عنه الشيخ الألباني: موضوع، كما في صحيح الجامع.
وقد ذكر السخاوي بعض الأحاديث الواردة في هذا المجال، وذلك في كتابه (الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية: عن عائشة عن أبي بكر الصديق فذكره بلفظ: من زار قبر والديه كل جمعة، أو أحدهما، فقرأ عندهما "يس والقرآن الحكيم" غفر له بعدد كل آية وحرف.
وهو عند الديلمي في "مسند الفردوس" له من طريق أبي الشيخ، وقال ابن عدي: إنه بهذا الإسناد باطل، ليس له أصل، وكان عمرو يتهم بوضع الحديث، وقد ذُكِرَ لذلك في الموضوعات ابن الجوزي.
وله شاهد عند الطبراني في الأوسط والصغير من حديث أبي هريرة بلفظ: من زار قبر أبويه أو أحدهما كل جمعة، غفر له، وكتب بارًا. في سنده عبد الكريم أبو أمية، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الدارقطني بسنده إلى ابن عمر عن نافع، عن ابن عمر رفعه: من زار قبر أبيه أو قبر أمه، أو قبر أحد من قرابته، كتب له كحجة مبرورة، ومن كان زوّاراً لهم حتى يموت، زارت الملائكة قبره.
وهو كذلك بنحوه عند أبي الشيخ ابن حيان في الثواب له وابن عدي في كامله، ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات أيضًا، وأخرجه أبو منصور الديلمي في مسنده بهذا السند أيضًا، لكن بلفظ: من زار قبر والديه أو أحدهما يوم الجمعة، كان كحجة. اهـ. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 182567.
والله أعلم.