الأمراض النفسية وعلاقتها بالتكاليف الشرعية

20-5-2025 | إسلام ويب

السؤال:
أحاطت بي الأمراض النفسية من كل جانب، حتى لم أعد أطيق نفسي، ولا أحدًا من البشر، مع استثناءات نادرة تكاد لا تُذكر. فأصبحت علاقتي بوالدَيَّ أبرد من الجليد؛ تقتصر على إلقاء التحية كلما مررت بهما، دون جلوس أو تبادل أطراف الحديث.
وانتهى بي الحال إلى قطيعة رحم شبه تامة، باستثناء تواصلي مع أخوين لي، أو بعض أخوالي الذين ألقي عليهم التحية وأتبادل معهم كلمات معدودة إذا صادفتهم في الشارع. أما زيارة خالاتي، وشقيقاتي، وجدتي، وعمتي، فقد انقطعت عنها منذ سنين طويلة، بسبب ما تقدّم ذكره.
أعيش في حالة من تمنّي الموت في معظم الأوقات، ولم أجد فائدة تُذكر من العلاج النفسي المباشر، سواء السلوكي أو الدوائي، ولا من الاستشارات الإلكترونية التي تكرّم بتقديمها بعض الأفاضل، جزاهم الله خيرًا.
لقد كرهت الطب، وكرهت فكرة طلب العلاج، وما يمنعني من الإقدام على الانتحار إلا خوفي من عقاب الله. فهل أُعدّ معذورًا شرعًا في حالتي هذه؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يمنّ عليك بالشفاء والعافية.

وأصل التكليف الشرعي يكون باعتبار وجود العقل، فهو مناط التكليف. ثم باعتبار حصول الاستطاعة، فهي شرط التكليف.

والحكم على الأمراض النفسية وعلاقتها بالتكليف، يكون بالنظر في مدى تأثيرها في الأمرين جميعًا: العقل، والاستطاعة. وهذا يختلف من مرض إلى مرض، ومن شخص إلى شخص، ومن حال إلى حال!

ويبقى أن الأصل في المسلم البالغ العاقل، أنه مكلّف، يجري عليه قلم الحسنات والسيئات إلى أن يقوم به عارض من عوارض الأهلية، ينقله عن هذا الأصل. وانظر الفتاوى: 102447، 68209، 136637.

فنوصيك بالاستمرار على العلاج النفسي، وأن تجاهد نفسك -قدر استطاعتك- على برّ والديك، وصلة رحمك، ولا تُكلف ما لا تستطيعه، علماً بأن الزيارة ليست شرطًا لصلة الرحم، فالصلة تحصل بالاتصال الهاتفي، والإهداء، وغير ذلك من أوجه الصلة، وانظر الفتوى: 314749.

والله أعلم.

www.islamweb.net