الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يمنّ عليك بالشفاء والعافية.
وأصل التكليف الشرعي يكون باعتبار وجود العقل، فهو مناط التكليف. ثم باعتبار حصول الاستطاعة، فهي شرط التكليف.
والحكم على الأمراض النفسية وعلاقتها بالتكليف، يكون بالنظر في مدى تأثيرها في الأمرين جميعًا: العقل، والاستطاعة. وهذا يختلف من مرض إلى مرض، ومن شخص إلى شخص، ومن حال إلى حال!
ويبقى أن الأصل في المسلم البالغ العاقل، أنه مكلّف، يجري عليه قلم الحسنات والسيئات إلى أن يقوم به عارض من عوارض الأهلية، ينقله عن هذا الأصل. وانظر الفتاوى: 102447، 68209، 136637.
فنوصيك بالاستمرار على العلاج النفسي، وأن تجاهد نفسك -قدر استطاعتك- على برّ والديك، وصلة رحمك، ولا تُكلف ما لا تستطيعه، علماً بأن الزيارة ليست شرطًا لصلة الرحم، فالصلة تحصل بالاتصال الهاتفي، والإهداء، وغير ذلك من أوجه الصلة، وانظر الفتوى: 314749.
والله أعلم.