الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما يقع من العشق بين فتاة وأخرى وما يترتب على ذلك من مفاسد أمر لا يجوز، ومنكر من المنكرات، وقد سبق حكمه في الفتوى رقم: 8424.
وقد أحسنت هذه الفتاة في المبادرة إلى التوبة، فلتحسن فيما يستقبل، ولتجتنب كل الذرائع التي قد تؤدي بها إلى العودة لمثل هذا الذنب، ولتحرص على مصاحبة الخيرات الصالحات، وحضور الندوات والمحاضرات التي تعقد بالجمعيات والمراكز الإسلامية، وينبغي أن تعلم هذه الأخت أن رحمة الله واسعة لا يتعاظمها ذنب، فهو القائل سبحانه: [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ] (الزمر: 53) فلتحسن الظن بالله تعالى، وليكن خوفها من الله تعالى دافعا لها لاجتناب معاصيه، ولا تجعله سببا في وقوعها في ذنب آخر ألا وهو اليأس من رحمة الله، والواجب عليها أن تستر على نفسها ولا تخبر بما كانت عليه قبل التوبة أحدا من الناس خطيبا أو غيره، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين. رواه البخاري ومسلم.
وفي المستدرك وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألمَّ فليستتر بستر الله تعالى، وليتب إلى الله تعالى.
وأما تخوفها من أن تفضح تلك الفتاة أمرها فينبغي أن تدفع تلك الوساوس والأوهام ما دام ذلك لم يقع بالفعل، ثم إن وقع فيمكنها أن تستخدم بعض المعاريض في القول لتدفع ذلك عن نفسها، كأن تقول مثلا: إن هذا أمر غير معقول وإن الحسد كثير، ولا تترك خطيبها.
والله أعلم.