دعاء الاستعاذة (من شر ما خلق) يشمل شر كل ذي شر

21-5-2025 | إسلام ويب

السؤال:
أسكن في بلد غير مسلم، وحول المسجد الوحيد القريب مني -للأسف- محلات لبيع الماريجوانا وما شابهها، عافانا الله منها. وكثيرًا ما أتأذى من رائحة تلك الشوارع ذهابًا وإيابًا إلى المسجد. فهل ورد في السنّة ذكر، أو دعاء عام يُتعوَّذ به من أذى الآخرين، كروائح الدخان، والشيشة، والماريجوانا، ونحوها؟
حاليًا أقول: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، لكن فهمي أنها خاصة بالعقارب والدواب عمومًا. وقد حاولت البحث في الموضوع على الإنترنت، ولكن جلّ المحتوى المتوفر -جزى الله القائمين عليه خيرًا- يدور حول ردع من يدخّن وتوبته، إلخ.
وسؤالي يتعلق بمن لا يدخن، ويأخذ بالأسباب للابتعاد عن هذا الأذى وأهله، ولكنه لا يزال يتأذى.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نعلم دعاءً، أو ذكرًا خاصًا في كتب السنّة، أو الأذكار، بالتعوذ من تلك الروائح القذرة ونحوها، ولكن يكفيك ذلك الدعاء الذي أشرت إليه في السؤال، ونحوه من الأدعية العامة في الاستعاذة من كل الشرور والآفات، من ذوات الأرواح وغيرها من نبات أو جماد، وليس خاصًا بالعقرب أو الدواب كما تظن، فقولك: من شر ما خلق، هي عامة في كل شر يأتي من المخلوقات؛ لأن لفظة: "ما" تفيد العموم.

قال الصنعاني في التنوير شرح الجامع الصغير: هو المتعوذ منه، وهو عام لكل شيء مخلوق. اهـ.

وقال أيضاً: والعموم في الاستعاذة قاض بالعموم في دفع كل شرٍ لذي شر، وإنما ذكرت العقرب؛ لأنه السبب في الحديث. اهـ.

وننصحك بأن تلازم المعوذتين، كما لازمهما رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقال: فما تعوّذ مُتَعَوّذ بمثلهما. رواه أبو داود، وصححه الألباني.

قال الطيبي في شرح المشكاة: وخص المستعاذ منه بـ (ما خلق)، فابتدأ بالعام من قوله: {من شر ما خلق} أي: من شر خلقه، وشر ما يفعله المكلفون من المعاصي، ومضارة بعضهم بعضاً من ظلم وبغي، وقتل وضرب، وشتم وغيره، وما يفعله غير المكلفين من الحيوان، كالسباع والحشرات، من الأكل والنهش، واللدغ، والعض، وما وضعه الله في غير الحيوان من أنواع الضرر -كالإحراق في النار، والقتل في السم-. اهـ.

والله أعلم.

www.islamweb.net