الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يبارك فيكم، وأن يتقبل منكم، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتكم.
وأمّا بالنسبة لأفضل وسيلة للتبرع بما تعاهدتم على إخراجه في سبيل الله، فكل ما ذكرتم من القربات العظيمة التي يرجى بها الأجر الكبير والثواب الجزيل، ولكل منها فضلها وأثرها، وللفائدة عن فضلها تراجع الفتاوى: 491179، 70715، 279214.
والقاعدة أن الصدقة تكون أفضل كلما كان الانتفاع بها أكبر، وكلما كانت الحاجة إليها أشد، قال ابن الجوزي في مثير الغرام الساكن إلى أشرف المساكن: اعلم أن أفضل الصدقة ما وافقت فاقة محتاج، وفعل الخير في تلك الطريق أفضل من فعله في غيرها. اهـ.
والذي يظهر: أن كفالة يتيم من أهل غزة فقد أهله، ولا يجد من يكفله ويرعاه، ويخشى عليه الضياع أولى في هذا الوقت، فحاجتهم الآن أشد من كل وجه.
قال الإمام النووي في المجموع: (وأوقات الحاجة) لقوله تعالى: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة} [البلد: 14] الآية، وروى أبو سعيد مرفوعًا قال: «من أطعم مؤمنا جائعًا، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنًا على ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة»، ويبدأ بمن هو أشد حاجة. اهـ. وراجع للفائدة الفتوى: 101294.
والله أعلم.