الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعبد الله بن أبي بن سلول لم يكن يهودياً، وإنما كان من أكابر قبيلة الخزرج الأنصارية العربية، وقد كان مهيأ لزعامة الأوس والخزرج قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سيداً معظماً عندهم لا يختلف عليه في شرفه من قومه اثنان، ولم يجتمع الأوس والخزرج قبله على رجل من أحد الفريقين غيره، ولكنه والعياذ بالله كان رأس المنافقين، وهو الذي قال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، وهذا الذي تولى كبر إشاعة تهمة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا.
وقد استمر على نفاقه وحقده على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات، وفيه نزل قوله تعالى: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ [التوبة:80]، قوله تعالى: وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة:84].
والله أعلم.