الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الشيخ الألباني في كتابه عن صفة صلاته صلى الله عليه وسلم متحدثا عن هديه صلى الله عليه وسلم في القراءة في سنة الفجر: وأما قراءته في ركعتي سنة الفجر فكانت خفيفة جدا حتى إن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: هل قرأ فيها بأم الكتاب.
وكان أحيانا يقرأ بعد الفاتحة في الأولى منهما آية: [قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ] (البقرة: 136). إلى آخر الآية، وفي الأخرى: [قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ] (آل عمران: 64). إلى آخرها، وربما قرأ بدلها: [فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ] (آل عمران: 52). إلى آخر الآية. رواه مسلم وأبو داود.
وأحيانا يقرأ "قل يا أيها الكافرون" في الأولى، و"قل هو الله أحد" في الأخرى. رواه مسلم وأبو داود. انتهى.
فينبغي أن تقتصر على قراءة هذه الآيات المذكورة بأرقامها ولا تكمل الصفحة كلها، وستلاحظ عند الرجوع إلى المصحف أن كل آية لها رقم خاص بها.
وما رواه أبو داود هو من حديث أبي هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر: [قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا] (آل عمران: 84). في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخرى بهذه الآية: [رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ] (آل عمران: 53). أو :[ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ] (البقرة: 119).
قال الشيخ الألباني: حسن.
فهذه أيضا سنة أخرى في القراءة في سنة الفجر، ولعل الشيخ الألباني رحمه الله تعالى لم يذكرها في كتابه "صفة الصلاة" مكتفيا بما في صحيح مسلم، ولا حرج عليك إذا بدأت بقوله تعالى: [رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ] الآية أو اقتصرت على الآية التي قبلها والتي تنتهي بقوله تعالى: [وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ] فالأمر في ذلك واسع لثبوت ذلك كله عنه صلى الله عليه وسلم، كما لا حرج عليك في القراءة بقوله: [رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ] أو بقوله تعالى: [إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا]، فراوي الحديث شك بأيهما حصلت القراءة به، فمن قرأ بأي منهما فقد أصاب السنة إن شاء الله تعالى.