الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي أن تحملي ما يصدر عن أمك أو أخواتك أو غيرهن من ألفاظ على المحمل الحسن، إذ يغلب على الأم حب الخير لابنتها وأحفادها، ويغلب على الأخوات حب الخير لأختهن وأولادها، وإن كان كلامهن في مثل هذه الأمور يسبب لك نوعاً من الضيق والحرج فابذلي النصح لهن بأسلوب طيب وبرفق ولين، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الدين النصيحة. رواه مسلم.
وينبغي أن تحرصي على أن لا يجعل الشيطان ذلك مدخلاً لفساد ذات البين وقطيعة الرحم، وإذا غلب على ظنك أن يكون أولادك قد أصيبوا بالعين، أو خشيت ذلك فارقيهم بكتاب الله وبالأذكار والأدعية الواردة في السنة النبوية، وراجعي الفتوى رقم: 4310، وتشرع الرقية في حق كل مسلم للعلاج أو للوقاية من العين والحسد.
وننبهك إلى أن المسلم إذا ابتلي فصبر على هذا البلاء فإنه يكفر له عن سيئاته، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. فعاقبة الصبر خير، ومن يتصبر يصبره الله.
وحذار أن تنسبي كل شيء يحدث لك إلى إصابة عين أو حسد؛ بل توكلي على الله تعالى، واعتمدي عليه، واعلمي أن كل شيء بقضاء الله تعالى وقدره، وأن ما أصاب المرء لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وهذا من أركان الإيمان وفيه راحة للنفس وطمأنينة للبال.
ثم اعلمي أن الرزق بيد الله، وانتهاء الشركة التي يعمل فيها زوجك لا يعني أن الرزق قد انتهى، بل الذي وفقه للعمل في الشركة ابتداء هو الرزاق، وهو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو قادر على أن ييسر عملاً أحسن من الشركة.
والله أعلم.