الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عبارة: المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، والتي يعبر عنها البعض: الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، لم يُسلِّم بها العلماء التجريبيون، وراجع كتاب: الفيزياء ووجود الخالق، للدكتور جعفر شيخ إدريس، رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة.
ثم إن هذه العبارة بهذا الإطلاق لا تجوز شرعا، فقولهم: المادة لا تفنى، باطل لأن كل ما سوى الله يفنى، قال تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [سورة الرحمن: 27،26]. وقال سبحانه: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [سورة القصص: 88].
ومعنى قولهم: لا تستحدث من العدم، أن المادة أزلية، وفي ذلك نفي للخلق، والله تعالى يقول: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ [سورة الزمر: 62].
ويلزم من عبارة الفيزيائيين آنفة الذكر أن الكون مستغن عن الله، فلا رب خلقه، ولا رب يدبره ويقوم عليه بالرعاية، وهذا منطق الملاحدة، فالله هو الحي القيوم.
والواجب أن تنقى كتب العلوم التجريبية التي تدرس في بلاد المسلمين من العبارات التي تكرس الإلحاد في أذهان الطلاب، وأن لا يؤخذ كلام العلماء التجريبيين الظني دون عرضه على قواطع العقيدة الإسلامية.
والله أعلم.