الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أجاب الألوسي في تفسيره عن هذا الإشكال فذكر أن الإضراب في "بل سولت" ليس المراد به الإضراب عن صريح كلامهم، فإنهم صادقون فيه في الظاهر، بل عما يتضمنه من ادعاء البراءة من التسبب فيما نزل به، وأنهم لم يصدر عنهم ما أدى إلى ذلك من قول أو فعل، بل صدر منهم ما يسبب ذلك، يريد فتياهم بأخذ السارق بسرقته، وليس ذلك من دين الملك، وإنما هو من دين يعقوب.
وذكر ابن الجوزي أن المراد سولت لكم أنفسكم أنه سرق وهو لم يسرق بالفعل.
وذكر ابن عطية وابن عاشور أنه اتهمهم قياسا على فعلهم بيوسف سابقا واستنادا إلى علمه بأن ابنه لا يسرق وأنه يجوز على النبي الخطأ في الظن في أمور العادات كما جاء في حديث ترك إبار النخل.
والله أعلم.