الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسؤالك هذا لا يمكن أن يعد تافهاً إذا كنت تطلبين من ورائه معرفة واجبك الشرعي في موضوع الحجاب، وتريدين الأخذ بما ستُنصحين به، واعلمي أن السبب الوحيد الذي يمكن للإنسان أن ينجو به يوم القيامة من عذاب الله، ويفوز برضاه، وبما أعده من الكرامة لأوليائه هو طاعة الله والانقياد لأوامره ونواهيه مع التسليم في ذلك والرضا به، قال الله تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا [النساء:65]، والله تعالى قد أمر النساء المؤمنات بلبس الحجاب، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [الأحزاب:59]، ونهى عن التبرج في قوله تعالى: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33].
واعلمي أن من أسباب النجاة والخلاص من كل ضيق أن يطيع المرء ربه في أوقات الرخاء والسعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: .... احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة... الحديث. رواه الإمام أحمد عن ابن عباس.
ومن أسباب حصول المرء على الرزق وخروجه من الضيق تقوى الله. قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].
وبناء على جميع هذه النصوص، فعليك أيتها الأخت الكريمة أن تبعدي عنك الباطل ووساوس شياطين الإنس والجن، وتأخذي حجابك بقوة واعتزاز ممتثلة بذلك أمر الله ورسوله، ولا تستخفي بشيء من الذنوب، فقد يفعل المرء الشيء يحسبه بسيطاً ويكون سبب هلاكه يوم القيامة.
والله أعلم.