الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أنك تربطين ما يحدث لك من ابتلاءات بالعين ونحوها، فإن كان هذا هو المقصود فنقول: إن الثابت بالأدلة الشرعية أن العين حق، ولها تأثيرها، وسبق بيان الأدلة الدالة على ذلك، فيمكن مطالعة الفتوى: 16755.
ولكن لا ينبغي التعجل إلى اعتبار العين هي سبب كل شيء، إذ لا يبعد أن يكون الأمر ابتلاء من غير ارتباط بسبب معين، والدنيا دار ابتلاء، كما قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35].
وننصحك -دائمًا- بالتحصن من العين وغيرها من المؤذيات، بالمواظبة على أذكار الصباح والمساء، والإكثار من قراءة سورة البقرة، ونوصي بالحذر من إساءة الظن بزميلتك في العمل، واتهامها بدون بينة واضحة، أو قرينة ظاهرة، فقد منع الشرع اتهام المسلم بالسوء، كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12]، وفي حديث الصحيحين: إياكم والظن؛ فإن الظنّ أكذب الحديث.
ولا بأس بالإقدام على رقية نفسك إن كنت تستطيعين، أو الحضور إلى من عرف بالتقوى من الرقاة الشرعيين الثقات، وقد سبق بيان كيفية الرقية الشرعية، وذلك في الفتوى: 4310.
وانظري الفتاوى: 100529، 7151، 242185.
والله أعلم.