خطأ عزو المصائب إلى العين، والتحذير من توجيه التهمة بذلك

3-7-2025 | إسلام ويب

السؤال:
أنا سيّدة أبلغ من العمر 40 عامًا، لديّ ثلاثة أولاد، وزوجي -بارك الله فيه- وأهلي يتمتعون بصحة جيدة، ولله الحمد.
منذ ثلاثة أشهر، انتقلت من مكان عملي إلى مكان آخر كنت قد عملت فيه سابقًا عندما كنت فتاة. لكنّي الآن، وللأسف، أعمل مع زميلة يعرف الجميع أنها (عائنة) أي: تصيب من حولها بالعين.
بدأت ألاحظ أن الأشياء التي تُعقّب عليها تتلف فورًا؛ فعلى سبيل المثال، الملابس التي تُعلّق عليها تتقطع أو تُخرم في الحال.
سيارتي ليست حديثة، لكنها تفي بالغرض. وعندما ركبت معي هذه الزميلة وقالت: "مش مشكلة، هي تغنيكِ عن المواصلات"، تعطّلت السيارة، وصرفت عليها حتى الآن ما يقارب 30 ألف جنيه. حتى مكيّف غرفة نومي ومبرّد المياه احترقا بعد أن عقّبت عليهما!
ابنتي في الصف الرابع الابتدائي، تتعلّم السباحة، ومجتهدة جدًّا. وحينما علمت الزميلة بذلك، تعبت ابنتي فجأة، ولم تَعُد قادرة على الذهاب إلى التمرين.
ذهبنا في رحلة إلى المصيف، وبعد أن علمتْ بإجازتنا، دخلت والدتي في حالة حرجة، وكانت بين الحياة والموت.
قرّرت أن أقرأ سورة البقرة يوميًا للتحصّن بها، لكن بعد قراءتها أصبت بالجاثوم مرتين، واستيقظت من نومي بصداع شديد.
إضافة إلى ذلك، كثرت المشاكل في البيت، حتى قال لي ابني، وهو في الصف الخامس الابتدائي: "أنا بكره البيت وبكرهك، ونفسيتي تحت الصفر".
أنا في حالة نفسية صعبة، وأريد فتوى حول ما يمكنني فعله حتى يعود الأمان والاستقرار إلى بيتي، ويعود ابني إليّ، ويعود يحبني ويحب إخوته، ونعيش في هدوء.
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أنك تربطين ما يحدث لك من ابتلاءات بالعين ونحوها، فإن كان هذا هو المقصود فنقول: إن الثابت بالأدلة الشرعية أن العين حق، ولها تأثيرها، وسبق بيان الأدلة الدالة على ذلك، فيمكن مطالعة الفتوى: 16755.

ولكن لا ينبغي التعجل إلى اعتبار العين هي سبب كل شيء، إذ لا يبعد أن يكون الأمر ابتلاء من غير ارتباط بسبب معين، والدنيا دار ابتلاء، كما قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35].

وننصحك -دائمًا- بالتحصن من العين وغيرها من المؤذيات، بالمواظبة على أذكار الصباح والمساء، والإكثار من قراءة سورة البقرة، ونوصي بالحذر من إساءة الظن بزميلتك في العمل، واتهامها بدون بينة واضحة، أو قرينة ظاهرة، فقد منع الشرع اتهام المسلم بالسوء، كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12]، وفي حديث الصحيحين: إياكم والظن؛ فإن الظنّ أكذب الحديث.

ولا بأس بالإقدام على رقية نفسك إن كنت تستطيعين، أو الحضور إلى من عرف بالتقوى من الرقاة الشرعيين الثقات، وقد سبق بيان كيفية الرقية الشرعية، وذلك في الفتوى: 4310.

وانظري الفتاوى: 100529، 7151، 242185.

والله أعلم.

www.islamweb.net