الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث المذكور لا يصح، ففيه أكثر من علّة في سنده، فقد أخرجه الروياني في مسنده، قال: حدثنا أحمد ...إلخ
وشيخ الروياني هذا، هو أحمد بن عبد الرحمن بن وهب القرشي، المشهور، ببحشل، وهو ضعيف، قال ابن عدي في الكامل: رأيت شيوخ أهل مصر الذين لحقتهم مجمعين على ضعفه. انتهى.
وفي السند: عثمان بن نعيم الرعيني، قال عنه ابن حجر في التقريب: مجهول. انتهى.
وفيه أيضا المغيرة بن نهيك، قال ابن حجر في التقريب: مجهول. انتهى.
وأخرجه الطبراني في الكبير من طرق عن ابن نهيك، به، وقال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني، وفيه دخين الحجري، وجماعة لم أعرفهم، ودخين إن كان هو أبو الغصن فهو ضعيف. انتهى.
وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأى سبيعة الأسلمية تأكل بشمالها، فقال: «ما لها تأكل بشمالها أخذها داء غزة»، فقالت: يا نبي الله، إن في يميني قرحة، قال: «وإن». قال يزيد: إن سبيعة لما مرت بغزة أصابها الطاعون فقتلها.
ولا يخفى ما في ابن لهيعة من الخلاف بين أهل العلم في قبول روايته وردها، ثم إن الرواية التي ذكرها البيهقي، فيها إعضال وإرسال، فيزيد بن أبي حبيب، متأخر، توفي: 130هجرية، ولم يذكر ممن سمع الحديث.
وقد حسّن ابن حجر إسناده في الفتح، فقال: وأخرجه محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين نزلوا مصر، وسنده حسن. انتهى.
ولكن ضعّفه أبو حذيفة مؤلف أنيس الساري في تخريج أحاديث فتح الباري.
والخلاصة: أن الحديث لا يصح، ففيه أكثر من سبب لضعفه، فهو شديد الضعف.
والله أعلم.