الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي منّ عليك بالهداية، وشرح صدرك للاجتهاد في طاعته، ونسأل الله تعالى أن يثبتك، ويسددك، ويجعل عملك خالصًا لوجهه، وأن يهدي أمّك وإخوتك، ويرزقهم الاستقامة على طاعته.
ولا حرج عليك -إن شاء الله- في القراءة من المصحف في قيام الليل، ولا يجب عليك زيادة عدد الركعات، وراجع الفتوى: 1781.
وإذا كنت قائما بحقّ أمّك، واصلاً لها، مجتنبًا الإساءة إليها؛ فلست عاقًا لها -إن شاء الله- ولا يجب على زوجتك زيارة أمّك، وخاصة إذا كانت أمّك تؤذيها.
لكن نصيحتنا لك؛ أن تجتهد في برّ أمّك، وفي الإحسان إليها، وأن تتحين بنصيحتها، وأمرها بالمعروف، ونهيها عن المنكر في الأوقات المناسبة، وأن تكثر من الدعاء لها، وأن تتودد إليها، وتبادرها بالكلام الطيب، والفعال الجميلة، لتستلّ سخيمة صدرها، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت: 34].
فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء، فكيف بالأمّ التي هي أرحم الناس بولدها! وحقّها عليه عظيم، وبرّها من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله.
والله أعلم.