الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حذر الله من الكذب ونهى عنه في آيات كثيرة، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:3]، وفي حديث الشيخين مرفوعاً: إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عن الله كذاباً.
ونهى الله عن الغيبة، قال تعالى: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا [الحجرات:12]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من الكبائر استطالة الرجل في عرض رجل مسلم بغير حق. رواه المنذري وغيره وإسناده صحيح، وفي صحيح البخاري ومسلم: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام.
وعليه؛ فما ذكرته عن أبيك من الكذب والغيبة، وما أضفت إليهما من بعده عن ذكر الله، والغلظة وكثرة المشاكل مع الناس هي أمور خطيرة جداً، والذي نراه لك في أمره هو الإكثار من الدعاء له بالاستقامة والصلاح، فإن الله تعالى قال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]، وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].
ثم وسطي أهل الفضل والصلاح في أمره، واطلبي منهم نصحه وموعظته، ولا تخجلي أنت من نصحه ولا تخافي من غضبه ودعائه، واحفظي له جميع حقوق الأبوة، فإن ما هو فيه من الانحراف لا يسقط عنك شيئاً من حقوقه.
والله أعلم.