الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الإسراف والتبذير من الأمور المذمومة شرعاً، قال الله تعالى: وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141]، وقال تعالى: وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ [الإسراء:26-27].
والمطلوب من المسلم أن يقتصد ويتوسط في أموره كلها، قال الله تعالى في وصف عباده المؤمنين: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان:67]، ولكن حد الإسراف يختلف باختلاف حال الناس، فما يكون إسرافاً في حق شخص قد لا يكون إسرافاً في حق آخر، فالله تعالى فضل بعض الناس على بعض في الرزق... وقال: لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ... [الطلاق:7].
وعلى ذلك؛ فإذا كان المبلغ المذكور لا يجحف بكم فإن هذا لا يعتبر من الإسراف، وخاصة إذا كانت وسيلة النقل التي تستأجرونها أريح لكم وأليق بحالكم كعائلة، وعلى كل حال فالمرء في هذه الحالة هو فقيه نفسه لأنه أدرى بحاله وظروفه... وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30853، 49522، 31084.
والله أعلم.