الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان قصدك بالخطبة الرسمية وقراءة الفاتحة هو حصول العقد الصحيح، إن كان ذلك هو قصدك فاعلم أن هذه المرأة تعتبر زوجة لك يجوز لك منها ما يجوز للزوج من زوجته، ولا عبرة بكون الزفة أو الدخول العلني لم يحصل، وكما لا عبرة أيضاً بكونك لم تدفع لها المهر بعد.
وأما إن كان ما حصل مجرد خطبة فقط فالمرأة ما زالت أجنبية عليك، فاتق الله تعالى في مخالطتها وراقبة سبحانه وتعالى، وعليك أن تتذكر وقوفك بين يديه وأنت على هذه الحالة من ارتكاب أقبح الفواحش التي نهاك الله عنها بقوله: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32]، وتذكر ما توعد الله به الزناة من العذاب الأليم، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 26237.
واعلم أخي أن الشيطان قد لبَّس عليك فأوقعك في الفاحشة، ثم صور لك أن الزنا بهذه المرأة الأجنبية التي خطبتها ليس كالزنا بغيرها من الأجنبيات، وهذا التصور باطل، بل فعلك مع هذه المرأة كبيرة من كبائر الذنوب، وفعل من أقبح الأفعال، وعموما فنذكرك بما يعرفه العقلاء من أن متاع الدنيا وشهواتها لا تستحق أن يضحي الإنسان من أجلها بدينه وعفته فيحرم الخير ويغمس في الجحيم جريا وراء سراب تذهب لذته وتبقى حسرته.
ولذا فإن عليك التوبة والندم والإقلاع عما أنت عليه فوراً، واشغل وقتك بالطاعة وتلاوة القرآن والقراءة في سير الصالحين الصابرين والتفقه في أمور الدين. وفقك الله لما يحب ويرضى وجنبك الزلل وسوء العمل، وراجع الفتوى رقم: 18062.
والله أعلم.