الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى المسلم أن يتوب من كل ذنب، وأن يجدد التوبة كل حين، فالله تعالى: يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة: 222}، كما جاء في الكتاب العزيز. ومما لاشك فيه أن للذنوب أثرا كبيرا فيما يصيب العبد من نكبات، قال جل من قائل: ومَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}. وفي الحديث الشريف: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه الإمام أحمد. ومن فضل الله تعالى أن هذه المصائب التي تصيب المرء في نفسه أو أهله أو ماله تكون كفارة لذنوبه، روى الشيخان من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولاحزن ولا أذى ولاغم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. وعليك أن تتفقد نفسك وتحاسبها، إذ قد يكون عندك من الذنوب ما كان سببا فيما ذكرته. ومع ذلك فاعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وهذا ما لا يصح إيمان المرء دون اعتقاده، ثم إن عليك أن لا تقنط من رحمة الله وأن تكثر من دعائه وراجع الجواب: 14836.