الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فالكذب هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه، على وجه العلم والتعمد، وهو كبيرة من الكبائر، تجر صاحبها إلى النار -والعياذ بالله-، روى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا.
ولكن اصطناع الموت، أو تخيله على النحو الذي ذكرته، لا يعد كذبًا؛ لأنه ليس فيه إخبار بشيء؛ حتى يوصف بالصدق أو الكذب.
وقد يكون هذا التخيل الذي ذكرته محمودًا، إذا كان المرء يريد من ورائه الحصول على الموعظة، والخوف من الله، والحث لنفسه على الإكثار من الخير، والبعد عن الشر.
وأما أن يفعله عبثًا، فإن ذلك لا ينبغي؛ لما فيه من تضييع الوقت فيما لا فائدة فيه.
وعلى العاقل أن يستغل عمره فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة؛ لأنه مسؤول عما أفنى فيه وقته.
وراجع الفتوى: 6603، والفتوى: 22947، والفتوى: 29469، والفتوى: 43006.
والله أعلم.