الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم من يستطيع الباءة إلى الزواج، وأرشد من لم يستطع إلى الصوم، وهو علاج نافع ولا سيما إذا انضاف إليه كثرة الطاعات والصبر والاحتمال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
والأساس في اختيار كل من الزوجين الآخر هو الدين. ففي سنن الترمذي وابن ماجه: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
ومن حق العروس على الزوج المهر والنفقة والمسكن ونحو ذلك، فإذا استطاع الزوج توفير جميع متطلبات النكاح وكان له الرغبة في النكاح فعليه أن يختار من تصلح له في الدين والخلق، وإذا حالت ظروفه المادية دون رغبته فلا نجد له من الحلول إلا أن تساعده المرأة التي تحب أن تتزوج منه فتعطيه ما يصدقها به أو تقبل اتباع ذمته بالمهر وتتنازل عن حقها في النفقة وغيرها، وإذا لم تقبل شيئا من ذلك فلم يبق له من الحل سوى الصوم، لأنه لو كان ثمت حل غير ذلك لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.