الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر -والله أعلم- أنك لما تعرفت على هذا الشاب حسبته إنساناً ملتزما ومتمسكا بدينه، ثم بعد التجربة والممارسة وجدته على النقيض من ذلك، فحقدت عليه لما عرفت فيه من العصيان والبعد عن الله، وهذا هو معنى نذالته عندك.
فإذا كان هذا هو سر حقدك عليه ولم يتب من هذه الذنوب فحسناً فعلت، ولكن يجب أن يكون البغض بحجم الذنب، فالمسلم لا يبغض بغضا كاملا ما دام معه أصل الإيمان، وراجعي الفتوى رقم: 24845، لأن البغض في الله من أحب الأعمال إلى الله، وهو سبب من أسباب استكمال الإيمان، ففي الحديث الشريف: إن أحب الأعمال إلى الله الحب في الله والبغض في الله. رواه أحمد، وفي سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان. وللطبراني مرفوعاً: أوثق عرى الإيمان الحب والبغض في الله عز وجل.
وأما إن كان قصدك بنذالته أنك تلاحظين نقصا في نسبه أو حسبه أو شيء من خصاله التي لا تمت إلى الدين بصلة فتوبي إلى الله من ذلك، فإن من حق المسلم على المسلم أن يحترمه ويكرمه ولا يحقره ولا يذله، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره... الحديث. وراجعي الفتوى رقم: 4220.
والله أعلم.