الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث ليس مما انتقد على مسلم، وقد ذكره العراقي والنووي وابن حجر ولم ينتقدوه، ومن المعلوم أن ابن حجر لا يحتج في الفتح إلا بحديث صحيح أو حسن، فإن كان ضعيفاً ضعفه، وقد صححه الترمذي في السنن فقال: حديث جابر حديث حسن صحيح.
وقد صححه كذلك الأرناؤوط والألباني.
وأما أبو الزبير المذكور في السند فهو محمد بن مسلم بن تدرس المعروف بأنه يدلس مع توثيق أهل العلم له، فقد وثقه أحمد وابن معين وابن حبان وابن عدي وابن المديني والنسائي، وقد عده ابن حجر في المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين، ولكن عنعنته في هذا الحديث لا تضر، فإن العنعنة في الصحيحين محمولة على ثبوت الاتصال عندهم من جهة أخرى، كما قال النووي وابن الصلاح، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 38641.
وقد ذكر الشيخ الألباني في تحقيق مختصر مسلم وفي الإرواء والصحيحة أنه روى هذا الحديث من عدة طرق فذكر في الإرواء أن أبا الزبير عنعنه في جميع طرقه إلا من طريق واحدة عند أحمد وفي سندها ابن لهيعة وهو سيء الحفظ، وذكر أن له شواهد مرسلة عند ابن أبي شيبة في المصنف وآخر عن أبي كبشة موصولا.
وذكر له في السلسلة الصحيحة شاهدا آخر عن ابن مسعود رواه الدارمي.
واعلم أن نص الحديث كما في صحيح مسلم هو: إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه. وفي رواية له: إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه.
والله أعلم.