الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أعظم الذنوب الوقعية بين الناس بالسعي بينهم بالنميمة، وفي الحديث: لا يدخل الجنة نمام. رواه مسلم.
قال النووي: قال العلماء: النميمة نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم.اهـ.
والنميمة قبيحة وهي من أهل التدين والمسؤولية أقبح وأشنع، وحري بهذه المرأة وقد تولت هذه الإدارة وصار تحت مسؤوليتها ورعايتها موظفات أن تتقي الله عز وجل فيهن، وتسير بينهن بالعدل والرحمة والإصلاح. وفي الحديث: ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا، لا يفكه إلا العدل أو يوبقه الجور. رواه أحمد. وفي الحديث: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به. رواه مسلم.
وأما واجب الموظفات تجاه هذه المديرة فهو النصحية والموعظة وتذكيرها بالله عز وجل عسى أن تعود إلى جادة الحق والعدل، ولهن إن لم تستجب لهذه النصيحة أن يشكينها إلى من ينصفهن منها ويذكرن عنده أنواع الظلم التي تقوم بها، ولا يعد ذلك أمرا محرما في حقهن. قال تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ {النساء: 148}.
قال البغوي: يجوز للمظلوم أن يخبر عن ظلم الظالم وأن يدعو عليه. اهـ.
والله أعلم.