الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن وسائل الإعلام لها دور عظيم في إصلاح أو إفساد الناس، وهي سلاح ذو حدين، فالواجب على المسؤولين فيها والقائمين على بثها أن يتقوا الله في عقيدة الأمة وأخلاقها، فلا يبثوا إلا ما ينفع الأمة، وأن لا يولوا إلا الثقات الذين يخافون الله ويتقونه، ويتحرون نفع المسلمين والمجتمع كله حتى لا يضل الناس بسببهم.
ومعلوم أن من نشر ما يضر الناس في عقيدتهم أو أخلاقهم سيكون عليه مثل آثام من ضل به، كما أن من نشر ما ينفع يكون له مثل أجور من انتفع بذلك. أما عن سؤالك ـ أخي الكريم ـ فإننا لم نفهمه على وجه التحديد، والذي فهمناه منه أنك تعمل في سنترال تابع لشركة تبث القنوات فإذا كان الأمر كذلك، فلا حرج عليك في تحويل المكالمات إلى الموظفين العاملين في بث القنوات التي ليس فيها مخالفات شرعية كالقناة الخاصة بالقرآن.
أما القنوات الأخرى التي فيها مخالفات شرعية كالموسيقى والأفلام المحرمة ففي هذه الحالة لا يجوز لك العمل بتحويل المكالمات إلى الموظفين العاملين في بثها لأنه من الإعانة على الحرام والله تعالى يقول: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}. وإذا كان لايمكنك التمييز بين الموظفين العاملين في بث القنوات المباحة والموظفين العاملين في بث القنوات الممنوعة، أو كان عمل الجميع مشتركا فلا يجوز لك العمل في هذا المكان. والذي ننصحك به هو أن تترك العمل في هذا المكان، وتبحث عن عمل آخر. واعلم ـ وفقك الله ـ أن من اتقى الله جعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2ـ3}، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيرا منه. رواه أحمد
والله أعلم.