الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر السائلة الكريمة على اهتمامها بدينها، ونسأل الله تعالى أن يجعل لها من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، ولعل ما تسمعين هو من تخيلات الشيطان ووساوسه ليشغلك بها عن عبادتك. وعلاج ذلك في كثرة الدعاء والتضرع إلى الله تعالى والاستعاذة به من شر الشيطان. والمداومة على أذكار الصباح والمساء والدخول والخروج والنوم والاستيقاظ....والاكثار من تلاوة المعوذتين. وإذا أحسست به في الصلاة فتعوذي بالله من الشيطان وانفثى عن يسارك ثلاث مرات، فقد روى مسلم في صحيحه أن عثمان ابن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. وما فعله زوجك من قطع الصلاة ودعوتك لذلك خطأ فاحش وغلط بين يجب عليه التوبة منه، فالصلاة أمرها عظيم وتركها خطير، بل ذهب بعض أهل العلم إلى أنه كفر أكبر مخرج من الملة وأنه لا حظ في الإسلام لمن تركها. ولعل ما أصابكم من الوساوس وضيق ذات اليد ويأس زوجك.. هو عقوبة من الله تعالى بسبب هذه المعصية الكبرى وترك هذه الفريضة العظمى. وعلى هذا فإننا ننصحك بحث زوجك على أداء الصلاة وعدم اليأس، فإن اليأس والقنوط قرينا الكفر والضلال، كما قال تعالى: إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف: 87}، وقال تعالى: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر: 56}، وثقي بالله تعالى واستقيمي على طريق الحق وحثي زوجك على ذلك، و اعلمي أن الله تعالى جاعل لكم فرجا ومخرجا كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2ـ3} ولمزيد من الفائدة نرجو منك الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 3645 ، 1406، 3087.