الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أولاً أن الوضوء ينتقض بالخارج من السبيلين، سواء كان مذياً أو رطوبة أو غيرهما، لكن وجود الرطوبة داخل فرج المرأة ليس ناقضاً للوضوء كما في الفتوى رقم: 220876.
وأما عن مشكلة الشهوة عند الوضوء، والصلاة فإننا لا نعلم سبب ذلك، وقد يكون ما ذكرته السائلة من كونها بسبب مس أو نحوه صحيحاً، لكن لا ينبغي أن يؤدي هذا إلى اليأس والتكاسل عن الصلاة والصيام وفتح باب الوسواس، لأن هذا هو مراد الشيطان من الوسوسة فلا يجوز التكاسل في شيء من العبادات الواجبة قطعاً للطريق على الشيطان، والحل من وجهة نظرنا يتلخص في الآتي:
- اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنك هذا الأمر، وقد قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، وقال تعالى: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ {النمل:62}.
- محاولة صرف النظر عند الوضوء عن الشهوة والتفكير في أمر آخر والاستعاذة من الشيطان الرجيم، وقد قال تعالى: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {فصلت:36}، وعليك بالتسمية عند الوضوء.
- محاولة استحضار القلب والخشوع عند الصلاة واستحضار عظمة الله عز وجل، فإن ذلك أدعى لصرف وسوسة الشيطان، وإذا طرأت الوسوسة أثناء الصلاة فتعوذي بالله منه واتفلي على يسارك ثلاثاً.
روى مسلم في صحيحه عن عثمان بن أبي العاص قال: قلت: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليََّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثاً. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
- إذا تطهرت أو توضأت قبل الصلاة وصليت ولم يخرج منك شيء أثناء الصلاة فالصلاة صحيحة ولا يلزمك الإعادة، وإذا وجدت شيئاً بعد الصلاة وشككت هل خرج أثناء الصلاة أو بعدها فلا يلزمك الإعادة لأن اليقين لا يزول بالشك.
- يمكنك أن تصومي ولو مع خروج المذي، لأن خروج المذي في الحالة العادية ليس ناقضاً للصوم على الصحيح من أقوال أهل العلم، كما في الفتوى رقم: 895. فأولى في مثل حالتك التي ذكرت.
- لا بأس بأن تعرضي نفسك على من يعالج بالقرآن الكريم والسنة من النساء، فلربما كان سبب هذا مسا أو نحو ذلك.
والله أعلم.