الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اشتمل سؤالك على أمرين: الأمر الأول: تدريسك للبنين البالغين في المدارس المختلطة: والحكم في ذلك راجع إلى انضباط الأمر بالضوابط الشرعية فإذا كنت أنت ملتزمة بالحجاب ولم يحصل خلوة ولا خضوع بالقول فلا حرج عليك في ذلك، مع أن الأفضل هو عدم تدريس البنين البالغين أو المراهقين ولو انضبط الأمر بالضوابط الشرعية لما في ذلك من الخطر عليك وعليهم، والسلامة لا يعادلها شيء. والأمر الثاني: ما حصل منك من إخلال في ترك بعض الدروس بسبب الخجل: وهذا يعد خطأ منك لأنه كان بإمكانك أن تستأذني من المسؤولين في المدرسة فيرتبوا حلا للمسألة كإفراد البنات لتدرسيهن أنت، ويتولى تدريس البنين مدرس من الرجال مثلا. وعلى كل فعليك بإبلاغ الإدارة بما حصل في السنة الماضية وطلب العفو منهم، أو تطبيق اللائحة المدرسية في ذلك. أما عن هذه السنة فأبلغي الإدارة عن الإشكال الحاصل ليوجدوا حلا للمسألة، فإن أبوا فأنت بين خيارين: الأول: أن تتركي تلك الدروس مع إبلاغ الإدارة بذلك. والثاني: أن تدرسي تلك الدروس مع محاولة البعد عن الألفاظ التي تؤدي للخجل قدر المستطاع، فقد كانت أمهات المؤمنين وغيرهن من الصحابيات فمن بعدهن من العالمات والفاضلات يعلمن الرجال أحكام الدين ومن ذلك أحكام الطهارة، وإذا وجدت من الطلاب من يفعل أدنى حركة مشبوهة فبإمكانك طرده من الصف. ومع هذا كله فإننا نصحك بترك التدريس في المدارس المختلطة فإن كان ولا بد فلتدرسي الصفوف المبتدئة، كما يجب على الحكومات أن تجعل أماكن تعليم البنات بعيدا عن أماكن تعليم البنين لما في الاختلاط بين الجنسين من مفاسد لا تخفى على أحد.