الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنك لم تبين طبيعة هذا السفر، ولا جهته، ولا الضرر الذي يلحقك من جراء ترك السفر حتى نبين لك حكما معينا فيه. إلا أنه ينبغي أن تعلم أن الأصل في السفر للتكسب أو لفروض الكفاية أنه يشترط في إباحته إذن الوالدين، ويدل لذلك ما في الحديث أن رجلا استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد، فقال له: أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد.
ثم إن المرء عليه أن يوازن بين المصالح والمفاسد، فيدرأ المفاسد بترك المصالح لأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وإذا كانت هناك مفسدتان نظر في أخفهما فارتكب المفسدة الصغرى تفاديا للمفسدة الكبرى، ويدل لهذا حديث الصحيحين في بول الأعربي في المسجد، فقد نهاهم عن قطع بوله لما يترتب عليه من ضرر أعظم، فقال: لا تزرموه.
وعليه.. فإن كان الضرر الذي تخاف أن يترتب على سفرك أعظم خطرا عليك من تركه الذي قد يضر بمصلحتك، فإن ترك السفر أولى من باب احتمال المفسدة الصغرى تفاديا للكبرى، وعليك بالاستخارة واستشارة أهل الخبرة ومحاولة إقناع الأم بما تراه صوابا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 10707 ، 22708 ، 7263.