الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنك أخطأت خطأ كبيراً بهذه العلاقة التي أقمتها مع فتاة لا تحل لك، والتي ذكرت أن صاحبتها لا تمانع في شيء تطلبه منها، وأنها أحيانا تطلب منك تلك الأمور المحرمة، وكأنك نسيت قول الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي، وما روى الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن أحدكم في رأسه بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.
فبادر إلى التوبة مما مارسته مع هذه الفتاة، واقطع صلتك بها بالكلية، وأما عن زواجك منها فالظاهر أنه ليس خيراً لك لأنها أولاً ليست ذات دين فيما يبدو، والنبي صلى الله عليه وسلم لما بين الصفات التي تنكح لها المرأة أكد على الدين بقوله: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
ولأنها ثانية من بيئة اجتماعية سيئة جداً مما يجعل تخليصها من تلك الممارسات التي نشأت فيها وتربت عليها أمراً بالغاً في الصعوبة، فاتركها وابتعد عنها كل البعد وليس عليك أي التزام نحوها، وإذا كنت تشفق عليها -حقا- وتريد تخليصها فاكتف بدعوتها إلى التوبة عن طريق أخواتك ومحارمك من النساء، فإن تابت وصلح حالها فلا نرى ما يمنع من زواجك بها.
والله أعلم.