الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأول ما نريد التنبيه عليه في إجابتنا على هذا السؤال هو أنك رويت قصة فيها اختلاط شديد بين نساء ورجال، مما يجلب في العادة فتناً كثيرة، ويؤدي في الغالب إلى نتائج سيئة، وقد نهى الله عن كل ما من شأنه أن يثير العواطف بين الجنسين في غير نطاق الزواج وملك اليمين. قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ {النور: 30-31}. وقال: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب: 33} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه.
واعلمي أيتها الأخت الكريمة أن كل ما أصابك من المعاناة والعذاب النفسي هو بسبب مخالفة أوامر الله بالخروج إلى المصائف المختلطة، فتوبي إلى الله من جميع ذلك، وبيني لزوجك أنه أخطأ في نزوله المذكور مع نساء أجنبيات عليه، وعرفي أسرتك وسائر من رافقوك في الرحلة بذلك، ثم حاولي أن تهوني على نفسك، فإن الشيطان يقوى عليك إذا علم ما أنت فيه من الضعف النفسي والعاطفة الجياشة والغيرة الشديدة.
واعلمي أن مسألة السن ليست ذات اعتبار، فإذا كانت زوجة أخيك تباهي بصغر سنها فذلك نقص في إدراكها للأمور، فلا يحز ذلك في قلبك، فإنه ليس شيئا معتبرا، وكذلك جمالها الذي ذكرت إن لم يكن يصحبه جمال في الأخلاق فلا فائدة فيه.
وحاولي أن تطوري علاقتك بزوجك بأن تتجملي له وتحسني له في التبعل وتبحثي عن مواطن رغبته حتى تجعليه يلتفت إليك برغبة وعناية.
وعلى زوجك هو الآخر أن يزيل عنك ما تجدينه من الوحشة والعذاب النفسي استجابة لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}.
وأما ما سألت عنه مما إذا كنت اغتبت زوجة أخيك بما قلت، فإنه يُنظر فيه.. فإن كانت تكرهه فهو غيبة، وإلا فلا، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيبة؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره.. الحديث. رواه مسلم.
ولا تتمني الموت، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن تمنيه، قال: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، وليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
ونسأل الله لكم جميعا التوفيق والاستقامة.
والله أعلم.