الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اشتمل سؤالك هذا على عدة مسائل أهمها ما يلي:
- كون والدك لا يصلي.
- تحريمه لأمك ثلاث مرات منفصلات.
- العلاقة بينك وبينه.
- كونك تشرب الخمر وتتعاطى الحشيش.
- فبالنسبة للصلاة، فقد اتفق أهل العلم على كفر تاركها جحودا لها، واختلفوا فيمن يتركها كسلا، وهومقر بوجوبها. فالجمهور على أنه لا يكفر بذلك، والمشهور من مذهب الإمام أحمد أنه كافر كفرا مخرجا من الملة، وراجع في هذا وفي أدلته فتوانا رقم: 17277.
- وتحريم والدك زوجته ثلاث مرات إذا كنت تقصد به أنه طلقها ثلاث تطليقات فإنها قد بانت منه بينونة كبرى، ولا تحل له إلا بعد زوج. قال تعالى: فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ {البقرة: 230}. وإن كنت تقصد أنه كان يقول لها كل مرة أنت علي حرام، فهذا مختلف فيه بين أهل العلم بين من يلزم فيه كفارة الظهار ومن يلزم فيه طلقة بائنة، ومن يعتبره ثلاث طلقات.
والمرجح من ذلك هو أنه بحسب نية الزوج، وراجع فيه الفتوى رقم: 30708.
- وعقوق الوالد من أكبر الكبائر. روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين... الحديث متفق عليه. وراجع في عقوق الوالدين فتوانا رقم: 25001.
واعلم أن كون أبيك جاهلا أو لا يصلي أو قد حرم أمك عدة مرات أو كونه يعاملها بتلك الغلظة والقسوة التي ذكرتها لا يبيح لك شتمه أو سبه، ولا وصفه بالجهل ونحوه، بل الواجب أن تسعى في هدايته بالرفق واللين وتدعو له آناء الليل والنهار، فإن لم توفق في إصلاحه لم يسقط ذلك شيئا من حقه في وجوب مصاحبته بالمعروف.
- واعلم أن شرب الخمر كبيرة من الكبائر، وقد وردت فيه نصوص كثيرة، فراجع فيه فتوانا رقم: 1108.
- وراجع حكم تعاطي الحشيشة في فتوانا رقم: 17651.
- وقولك جاء اليوم المشؤوم. هو من سب الدهر الذي ورد النهي عنه في الحديث القدسي، قال تعالى: يؤذيني ابن آدم ! يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار. متفق عليه، وراجع في هذا الفتوى رقم: 50029.
وخلاصة ما نقوله لك أخي السائل أن الخير لك في أن تبادر إلى التوبة من سائر الآثام التي ذكرتها، فإن الموت لا يُعرف له موعد، ومن جاءته منيته وهو منغمس في هذه الآثام فإنه عرضة لأن يكون هالكا والعياذ بالله، ومن تاب تاب الله عليه. قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة: 222}. وقال صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم.
والله أعلم.