الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان في هذا المسجد قبر فلا تجوزالصلاة فيه، وقد تقدم تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 16049 والفتوى رقم: 37685.
أما إذا لم يكن فيه قبر فلا بأس بالصلاة فيه مع السعي قدر المستطاع في إزالة عبارة الهيئة العامة للأضرحة والقبور المكتوبة على المسجد، لأن هذه الهيئة تقوم برعاية المساجد التي تبنى على القبور وسدانة ما فيها من قبور وأضرحة، مع أن اتخاذ القبور مساجد وبناء المساجد عليها يعد من البدع المحدثات المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأمره، وقد تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن ذلك والتغليظ فيه، فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم قبل موته بخمس: ألا وإن من كان قبلكم يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك، رواه مسلم، وقوله عليه الصلاة والسلام: إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه. وعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم أنهما قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. متفق عليه. يحذر ما صنعوا.
ولا يخفى ما يجري في تلك المساجد من عبادات شركية من الاستغاثة والاستعانة بأصحاب هذه الأضرحة، والذبح والنذر لهم وغير ذلك من مظاهر الشرك الأكبر.
فمثل هذه الهيئة يجب الإنكار عليها، لا وضع اسمها على المساجد ليغتر الناس بها وبما تقوم به.
وأما عن منع صاحب العمل لك من الصلاة في المسجد في وقت العمل، فاعلم أن الصلاة في الجماعة واجبة على المسلم، ولا يجوز له تركها إلا من عذر، فإذا كنت مضطرا لهذا العمل ولا تجد بديلا عنه لا حرج عليك في الصلاة في مكان العمل، مع البحث عمن يصلي معك جماعة فيه حتى تجد عملا آخر يمكنك فيه المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد.
والله أعلم.