الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العدول عن تفسير علماء التفسير القدامى لا مبرر له إلا بوجود ما يدل على أرجحية خلافه، وذلك لا يكون إلا بنص وهو غير موجود فيما تذكره أو بدلالة اللغة أو الواقع عليه، وهو غير موجود فيما ذكرت.
أما من ناحية دلالة اللغة، فإن كلمة تلا معناها تبع، كما قال صاحب مختار الصحاح وصاحب اللسان، وتبع تدل على أن هناك تابعاً ومتبوعاً، والمتبوع يمشي والتابع يتبعه، وعليه فلا دلالة في تلاها على ثبات مكان الشمس، وكلمة جلى معناها أظهر والضمير هنا مؤنث وهو راجع على الشمس لا على السراب، وأما من ناحية الواقع فإن السراب لا يظهر في بعض الأحيان كالأوقات الباردة ولا في البلاد الباردة أحياناً، فالأولى أن يعني بالآية ظهور الشمس لأنه الواقع كل يوم ولا يعني به السراب إذ لم يسبق ما يدل عليه.
ثم إنه كان الأولى بنا جميعاً أن نعتني بالحقيقة الكبرى التي أقسم عليها القرآن في هذه السورة أحد عشر قسما وهي فلاح من زكى نفسه وخيبة من دساها، فعلينا أن نهتم بتزكية نفوسنا بالوحي المنزل من عند الله، وأن لا نتكلف في حمل القرآن على ما لا يوجد ما يدل عليه، وراجع الفتوى رقم: 43698 في الكلام على تفسير القرآن بالنظريات العلمية إذا افترضنا ثبوت حقيقة علمية ما، ويمكنك أن تستشير بعض المهتمين بالإعجاز العلمي في القرآن.
والله أعلم.