الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما سألت عنه له حالتان:
الحالة الأولى: أن تكون الأنظمة واللوائح المنظمة لهذه الأمور تنص على أنه لا مانع من قضاء فترة الخدمة الوطنية براتب مع بقاء الراتب الآخر جارياً عليك، فلا حرج حينئذ في الاستفادة من الراتب فيما تشاء، لأنه عبارة عن هبة من الدولة لك.
والحالة الثانية: أن تكون الأنظمة واللوائح تنص على أنك لا تستحق الراتب السابق في فترة الخدمة، أو لا تستحق راتباً على الخدمة ما دمت تستلم راتباً آخر، وإنما تريد أن تتحايل لأخذ الراتبين بوسيلة ما كالرشوة أو الكذب أو التواطؤ مع مسؤول العمل أو غير ذلك من الوسائل، فلا يجوز لك حينئذ أن تأخذ شيئاً من هذا الراتب، ويكون حينئذ من أكل المال بغير حق، وقد روى البخاري عن خولة الأنصارية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة.
والله أعلم.