الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على الآباء أن يعدلوا بين أبنائهم، فلا يظهروا لبعضهم الحب والمودة وللبعض الآخر البغض والكراهية، قال الله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى {النحل:90}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم. متفق عليه.
وقولك إن الشخص الذي تزوج أختك أراد أن يتزوجها لمدة شهرين اثنين فقط، فإن كان اشترط ذلك، فإن نكاحه يعتبر باطلاً لأنه نكاح متعة، وإن لم يكن اشترطه فهو صحيح، وراجعي في أحوال الزواج بنية المفارقة فتوانا رقم: 26128.
ومشاورة الآباء لأبنائهم الرشداء وبناتهم الرشيدات مستحبة، لأنها أدعى إلى الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة، ولأنها أيضاً أولى بالإصابة فيما يتخذ من القرارات، ولكنها مع ذلك ليست واجبة إلا في حق من أرادوا تزويجها، فإنهم لا يحق لهم أن يزوجوها ممن لا ترغب في الزواج منه، روى مسلم وغيره من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها.
وكيفية التعامل مع هذين الأبوين هي ببرهما والإحسان إليهما والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة والسعي في تلبية مطالبهما المشروعة، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:23-24}.
والله أعلم.