الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حث الإسلام على الزواج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم. رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
والنكاح تعتريه جميع أحكام الشرع حسب الحالة التي يكون فيها الشخص، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 3011.
وعليه، فإذا كنت تخشى الوقوع في الفاحشة إن لم تتزوج فهو واجب في حقك، ولا يجوز لك تركه حينئذ لأي سبب من الأسباب، وإن كنت لا تخشى الزنا ولكن نفسك تتوق إلى النكاح فهو مستحب لك ولا ينبغي أن تتخذ لتركه ما ذكرت من التبرير، لأن غالب الأمهات يحببن أن يكون لأبنائهن زوجات وأولاد، وما يكون في قلب المرء من حب زوجته ليس عقوقا لأمه، بل كثيرا ما تفرح الأم وتجد السعادة في استمتاع ابنها بزوجته وميله إليها خاصة إذا كانت الزوجة من قرابة الأم أو مطيعة لها.
وعلى كل حال، فإذا كنت لا تخشي العنت إن لم تتزوج فليس عليك إثم في تركه، ولكن الأولى أن تجمع بين فعله وبين بر أمك إن كنت تستطيع القيام بحقوق الزوجية.
والله أعلم.