الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ارتكبت جريمة كبرى ومنكراً عظيماً باقترافك الفاحشة مع بنت أخيك، فأين بصرك؟ وأين بصيرتك؟ وأين دينك؟ وأين عقلك؟ وأين قلبك؟ وأين فطرتك؟، وأين نخوتك وأين مروءتك؟ وانظر الفتوى رقم: 17240، والفتوى رقم: 29514 لتعرف عظم الجرم الذي واقعته.
هذا وإننا ندعوك للمسارعة إلى التوبة والندم على ما فرطت في جنب الله قبل أن يدهمك الموت وأنت غافل فتندم ولات مندم!!
والواجب عليك أن لا تجتمع بابنة أخيك أبداً ولا تختلي بها ولا تلمسها ولا تنظر إليها، لوجود الريبة فلا تبحث عنها، ولا تتسقط أخبارها، واعلم أنك مصاب بداء قلبي يهلك صاحبه لا محالة ألا وهو داء العشق، وانظر الفتوى رقم: 9360 فإن فيها بيان داء العشق ودواؤه.
كما ننصحك بالإسراع إلى الزواج، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه، واللفظ لمسلم.
وعليك بالتوبة من شرب الدخان وترك الصلاة، فإن شرب الدخان حرام على ما قرره الفقهاء، وترك الصلاة كفر في أحد قولي العلماء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة.
فاحرص على ما ينفعك، واخش الله واتقه وأكثر من فعل الصالحات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، والواجب على هذه الفتاة التوبة إلى الله مما فعلت معك، والندم على ذلك، وعقد العزم على عدم العودة لمثل ذلك أبداً.
كما يجب عليها البر بأبيها والدخول في طاعته ومحاولة إرضائه والتوبة من العقوق، وعدم الخروج من بيتها إلا بإذنه.
أما الرجل الذي تقدم لخطبتها، فإن كان تائبا من فسقه وحسنت توبته، فلها أن تقبله، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
أما أنت فلا تتدخل في خطبتها فإن أمرها يرجع إلى أبيها.
والله أعلم.