الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي رحمك الله أن هذا قد يكون من الخوف المحمود الذي وصف الله به أهل الإيمان، قال الله تعالى: يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {النحل:50}، وقال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ {المؤمنون:60}، قالت عائشة: يا رسول الله أهو الرجل يزني ويسرق ويشرب الخمر ؟ قال: لا يا بنت أبي بكر أو لا يا بنت الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق وهو يخاف أن لا يقبل منه. رواه الترمذي وأحمد واللفظ له.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزلة. ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة. رواه الترمذي والحاكم في المستدرك وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
فالخوف والشعور بالتقصير يدفعان صاحبهما إلى المبادرة بالأعمال الصالحة وهذا ما كان عليه السلف الصالح، جمعوا إحساناً وخشية، أما المنافق فيجمع إساءة وأمناً، كما قال الحسن البصري، ولما نزل قوله تعالى: مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ {النساء:123}، بكى أبو بكر الصديق وقال: يا رسول الله كيف الفلاح بعد هذه الآية؟ فقال: أصلحك الله يا أبا بكر ألست تنصب ألست تحزن أليست تصيبك اللأواء؟ قال: نعم، قال: فذلك جزاؤه. رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الترغيب، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية على استقامته وتبحره في علوم الإسلام وجهاده في سبيل الله يقول: لا زلت حتى اليوم أجدد إيماني ولم أسلم بعد إسلاماً صحيحاً. وكان يقول: أنا المكدي وابن المكدي وكذلك كان أبي وجدي. انتهى.
أما ما تذكرينه من رؤيا فهي بشرى خير إن شاء الله والمعنى والله أعلم أن تقدمي المزيد من العمل الصالح والمزيد من الخوف والرجاء، والله نسأل أن يتقبل منك صالح الأعمال.
والله أعلم.