الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن معنى مخالفة السنة في كلام أهل العلم لا سيما في كتب العقائد تعني مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته، وحملوا عليها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: فمن رغب عن سنتي فليس مني. متفق عليه. قال الحافظ في الفتح: المراد بالسنة الطريقة لا التي تقابل الفرض، والرغبة عن الشيء الإعراض عنه إلى غيره، والمراد: من ترك طريقتي وأخذ بطريقة غيري فليس مني. اهـ.
قال الإمام الشوكاني في النيل: المعنى التارك لهديه القويم المائل إلى غيره يكون متبعا غير سنته إلى الابتداع. اهـ.
أما حديث الأعرابي.. فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره عن فرائض الصلاة والصيام والزكاة، فقال الأعرابي: هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع. فقال: والله لا أزيد عليها شيئا ولا أنقص. متفق عليه عن طلحة بن عبيد الله. قال الإمام النووي: إنه إذا لم ينقص ولم يزد على الفرض كان مفلحا لأنه أتى بما عليه، ومن أتى بما عليه كان مفلحا. اهـ.
قال ابن حزم في الإحكام: من ترك شيئا من أفعاله راغبا عنها فهو كافر، وأما من تركها غير راغب لكن اقتصارا على الفرض وتخفيفا من باب التطوع عالما أنه يترك فضلا كثيرا فقد أفلح. اهـ.
والله أعلم.