الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما فعلته هذه المرأة من اتخاذ زوج مع زوجها فجور وإثم مبين، وهي به زانية والعياذ بالله. قال تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء: 32}. وعقوبة الزاني المحصن هي الرجم، أي الرمي بالحجارة حتى الموت، كما أن عملها السحر لولدها ذنب آخر عظيم، وكذا كذبها وادعاؤها أن زوجها لم يكن يصرف عليها، فهذه كلها آثام وأمور شنيعة، وعلى الأم المذكورة أن تبادر إلى التوبة منها قبل فوات الأوان، ومع كل هذا فحقها في البر على أولادها يبقى ثابتا لها ما لم تأمرهم بمعصية. قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفا {لقمان: 15}.
فعلى هذا الولد الذي ذكرت من أمره معها ما ذكرت أن يبالغ في نصح أمه ويتقرب إليها ويخبرها أنه لم يرد الإساءة إليها، وليعتذر لها.
وعلى بقية أولادها أن يبروها، ولكن لا يجوز أن يشهدوا لها على الكذب، لأن شهادة الزور من أكبر الكبائر، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق.
كما أن من البر بها أن يحال بينها وبين المنكرات، وراجع الجواب: 27667 والجواب: 40775.
والله أعلم.